“لم أستطع أن أُشفيه… لكنني بقيت. وبقائي كان كل شيء.”

هذه ليست مجرد قصة عن كلب…
إنها رواية عن الوفاء، عن الحبّ الذي لا يُقال بالكلمات، بل يُعاش حتى الرمق الأخير.
إسمي أندريس، وعشت مع “لوكاس” 19 عامًا.
لم يكن مجرد كلب.
كان روحي حين تكسّرت روحي.
كان بيتي حين ضللت الطريق.
كان صمتي حين خانتني الكلمات… وفرحي الوحيد في الأيام الرمادية.
كان يعرفني… حتى في اللحظات التي فقدتُ فيها نفسي.
ومع مرور السنوات، خذله الجسد،
بدأ يضعف… يتكئ على الأيام بصمت.
أصبح شيخًا صغيرًا،
تثقل خطاه،
تغيم عيناه،
لكن قلبه؟ لا يزال نابضًا بالحب…
ونظراته؟ لا تزال تبحث عني كما في أول مرة.
وكنت هناك… دائمًا هناك.
ألمه الوحيد كان يجد سكينته في الماء.
كل صباح، كنت أحمله بين ذراعي كما يُحمل طفل،
أخوض به إلى البحيرة…
أجلسه بين ساقيّ، ظهره على صدري،
فيطفو…
ويغمض عينيه…
وللحظة قصيرة،
كان يتوقّف عن الارتجاف.
كان ينام… وكأن الماء يمحو العمر… والوجع.
لم أملك دواءً له.
لم أملك حيلة أمام الزمن.
لكنني منحتُه ما استطعت:
حُضنًا، وهدوءًا، وحبًّا لا ينكسر.
كنت أجلس معه لساعات دون أن أنطق بكلمة.
فالحب لا يحتاج إلى ضجيج.
الحب الحقيقي… يُقاس بالبقاء.
عندما يؤلم…
عندما يُكلّف…
عندما يُنهك.
🕯️ وفي أيامه الأخيرة،
صار ينام أكثر، يأكل أقل…
لكن كلما رأى المنشفة في يدي،
أضاءت عيناه العجوزتان ببصيص أمل.
كان يعرف أننا ذاهبون…
إلى مكان راحته.
وفي اليوم الأخير…
حملته كما أفعل دائمًا.
لم أبالِ بالبرد، ولا الدموع، ولا الوجع.
احتضنته في الماء الذي أحبّه…
فنام بهدوء بين ذراعي.
إلا أنه… هذه المرة…
لم يستيقظ.
📸هذه آخر صورة لي معه.
لا أشاركها حزنًا…
بل وفاءً.
لأن بعض الوداع لا يكسر القلب فقط…
بل يمزّقه.
ولأن بعض الأرواح… لا تموت،
حتى وإن توقف الجسد.
“لم أستطع أن أُشفيه… لكنني بقيت.”
وأحيانًا، هذا هو جوهر الحب الحقيقي كله.
إذا سبق لك أن أحببت كلبًا مُسنًا… هشًّا، متعبًا،
لكن قلبه يفيض بحب لا يُقاس،
فأنت تعرف تمامًا… ماذا تعني هذه القصة.🐾❤️
#قصص
#الرفق_بالحيوانات