مودة حمد نھاية الاسبوع المنصرم تداول نشطاء التواصل الاجتماعي في السودان فيديوھات تصف الوضع بالكارثي في مستشفى كوستى التعليمي الذي يقبع وسط المدينة بولاية النيل الابيض ، وتصور الفيديوھات تكدس المستشفى بمرضى يقول بأنھم مصابين بمرض الكوليرا سريع الانتشار ، ومن خلال التحقيق الذي اجراه فريق ال_( fact chaking) حول الفيديوھات والتي عددھا اثنين تبين بأنه تم بثھا على مواقع (الفيس بوك) ومنصة (اكس) في العشرين من فبراير حيث لم يجد المصدر الاصلي او تاريخ ابعد من ذلك ، نسبة لانتشار الفيديو اولا على مواقع تواصل اخرى مثل الواتساب والتلغرام وذلك عبر استخدام اداة البحث العكسي في قوقل (invet) .
لم يقف فريق التحقق عند ھذا الحد بل اعتمد في تحقيقه على الادلة البصرية والتي اوضحت ان الفيديوھات تم تصوير لقطات منھا خارج المستشفى في البوابة الرئيسية والتي تحمل لافتة مكتوب عليھا اسم المستشفى والاذدحام المروري في الشارع المقابل للبوابة والذى يؤدي الى سوق كوستي الكبير فضلا عن وجود خزان الماء داخل المستشفي والاشجار المنتشرة في باحات المشفى، ومن خلال اداة التحقق (قوقل ايرث) تبين صحة وجود تلك المعالم .
ولكن ظل السؤال ھل تعتبر تلك الفيديوھات حديثة رغم تأكدنا من صحة المشفى ام انه تم تصويرھا في فترة سابقة خاصة وان المدينة شھدت قبل سنوات نفس الوباء؟ من خلال التحقق البصري واستخدام الحاسة الصحفية تبين لفريقنا حداثة الفيديو لأستخدام المرضى ومرافقيھم الكمامات على وجوھھم ما يعني بأن الامر حديث لا يعدو ان يكون في فترة انتشار المرض في العام ٢٠١٧ .
وتشھد ولاية النيل الابيض منذ سنوات ظهور حالات من اصابات الكوليرا ، لكن العام 2017 كان الاعنف من بين الاعوام السابقة في تفشي وباء الكوليرا مما ادى الى حصد الكثير من الارواح في المدينة.
تلوث مياه الشرب وقرب المدينة من دولة جنوب السودان يمكن ان يجعلا من كوستي ان تكون مھيئة لاستقبال المرض واحتضانه فضلا عن الانقطاع المستمر للكھرباء خلال الشھور الفائتة نتيجة للعمليات العسكرية بين الجيش والدعم السريع في مدينة سنار المجاورة لھا كانت سببا مباشرا لانقطاع مياه الشرب عنھا واستخدام المواطنين لمياه نھر النيل والخيران الملوثة والتي تباع بصورة تقليدية وغير صحية .
وتعتبر. ثقافة استخدام المواطنين للمياه النظيفة المفلترة وعدم غليها او كلورتها ، بجانب تلوث المأكولات والخضروات وانتشار الذباب احد اسباب انتشار المرض بشكل سريع .
